websiteheader2.jpeg
إشكالية إبداعيات ... التوحد في المعني
في 26 مارس 2014

المنظمون : لجنة العمارة بالمجلس الأعلى للثقافة

المجلس الأعلى للثقافة - القاهرة - مصر

أمسية

بالتعاون مع لجنة العمارة قام د.طارق والي بتنظيم وتقديم أمسية "إشكالية إبداعيات...التوحد في المعني" والتي تهدف الى إلقاء الضوء حول مفهوم التوحد بالمعنى في الابداعيات المختلفة ، متحدثاً عن العلاقة التفاعلية التي تربط بين عناصر الابداع الثلاثة.. الكاتب - المبدع  والنص - المنتج و القارئ - المتلقي.. وخلال تلك الأمسية قدمت كل من د.مي حواس ود.علياء الساداتي عروضاً تناقش الجوانب المختلفة للاشكالية كان الأول بعنوان "التحيز في قراءة النص العمراني" والثاني بعنوان "تتبع المعني في الفراغ العمراني" واختتمت الأمسية بعرض الفيلم التسجيلي آفاق للمعماري المخرج شادي عبد السلام بوصفه  نموذجاً فريداً للتوحد في المعاني المختلفة التي حملتها الابداعيات المصرية المعاصرة التي تتسم بالأصالة والمعاصرة في نفس الوقت.

بدأت الأمسية باستهلال للدكتور طارق والي حول مفهوم التوحد بالمعنى في الابداعيات المختلفة ، متحدثاً عن العلاقة التفاعلية التي تربط بين عناصر الابداع الثلاثة ..الكاتب - المبدع  والنص -المنتج و القارئ - المتلقي ، ملخصا اشكالية ابداعيات التوحد في المعنى في غياب او حضور عناصر ثلاثة رئيسية هي ..

    • حضور المعنى الكامن وراء العمل الابداعي سواء على المستوى الفردي او على مستوى الحلم الجماعي للمجتمع والذي يؤدي غيابه الى سقوط المجتمع والفرد في " الجهل "
    • نجاح المبدع في تقديم المعنى بأدوات عصره التي تتماشى مع الرسالة التي يحملها منتجه الابداعي واصفا فقدان القدرة على الابداع بـ " التخلف " 
    • والتفاعل الايجابي من المتلقي في استقراء المعنى من العمل الابداعي والسطحية في التعامل معها باختصار الابداع في الوجود المادي للمنتج والتي ينتج عنها فقدان للتواصل بين المبدع والمتلقي مما يهدم الاستمرارية التراكمية لرسالة المبدع ويضع المجتمع – الفرد المتلقي في حالة من " الأمية "

ويشير د. طارق والي إلى مفتاح حل الاشكالية في تحمل مسئولية الفرد – المجتمع في بداية البحث عن المعنى الذي يقدمه في إبداعياته وفي استقراء المعاني الكامنة في ابداعيات من سبقوه.

تلى الاستهلال د. مي حواس التي تعرضت لبعض من جوانب الاشكالية من زاوية تتعلق بـ "التحيز في قراءة النص العمراني" هدفت فيها الى تحديد آلية التحيز المستبطن في تفسير العمارة الاسلامية لدى كل منهج تفسيري، اعتمادا على أطروحة ادوارد سعيد في نقد الاستشراق. مستخدمة التحليل آلية النماذج التفسيرية في تحليل الاتجاهات المختلفة التي تفسر العمارة الاسلامية باعتبار العمارة منتج حضاري يعبر عن الانساق الثقافية المختلفة للمنظومة الاجتماعية التي ينتمي اليها ، حيث قسمت تلك النماذج التفسيرية الى نوعين : نموذج معرفي للمجتمعات التوحيدية الذي يتبنى لغة مجازية في منتجاته الفكرية او الفنية ، ونموذج معرفي للمجتمعات الحلولية الذي يتبنى لغة بنيوية في منتجاته الفكرية والفنية وذلك تطبيقا على معمار فترة القرن الخامس عشر في بورصة ، والتكية المولوية في القاهرة ، والتي بنيت في القرن السادس عشر وتطبيقا على المآثر الشعرية لجلال الدين الرومي ، حيث عرضت كيف يتكون نموذج للمجاز الشعري للحالة الصوفية معبرا عن منازل الحكمة للإنسان وكيف يمكن ايجاده في التكوين المعماري للكثير من الاعمال المعاصرة له او اللاحقة والمتخذة نفس مبادئه قدمت لها نموذجين هما .. الجامع الاخضر في قونية والتكية المولوية بالقاهرة ..

ثم قدمت د. علياء الساداتي عرضا بعنوان "تتبع المعني في الفراغ العمراني" تطرح فيها تساؤلات حول الى اي مدى يرتبط المعنى بالفراغ العمراني؟؟ وهل من الممكن استقراء عمران مكان ما بصورة منفصلة عن مكونه الاجتماعي ودون التعرض للأبعاد الاجتماعية والثقافية للأفراد والمجتمعات؟؟ وهل يكفي تحليل الوجود المادي للعمران لاستقراء المعاني التي يحملها ام يمكن محاولة استقراء تلك المعاني من خلال محاور اخرى موازية للعمران مثل الاعمال الادبية التي تتخذ من النطاق العمراني مرجعا لأحداثها؟؟ وحاولت د علياء الاجابة عن تلك الاسئلة من خلال دراسة ظاهرة ارتباط المعنى بالفراغ العمراني والتركيز على عمران المناطق التاريخية ذات الموقع المركزي في القاهرة، وتتبعت في استقراءها للمعنى بعض الاعمال الادبية التي اتخذت من القاهرة نطاقا لأحداثها مثل رواية "صالح هيصة" لخيري شلبي و "قطعة من اوروبا" لرضوى عاشور، و"تحت خط الفقر" لـ ادريس علي.

ثم تم عرض فيلم " آفــاق " للمعماري والفنان شادي عبد السلام والذي يمثل نموذجاً فريداً للتوحد في المعاني المختلفة التي حملتها الابداعيات المصرية المعاصرة التي تتسم بالأصالة والمعاصرة في نفس الوقت.. حيث يقدم شادي عبد السلام في هذا الفيلم التسجيلي الذي أنتج عام 1972 ملامح الحياة الثقافية الابداعية في مصر في تلك الفترة مقدما بالفيلم – على حد تعبير رفيقه كمال ابو العلا - قصيدة شعرية في الثقافة المصرية من الصعوبة بمكان صياغة فيلم آخر على شاكلتها، إنه فيلم لا يتضمن كلمه واحدة ويعتمد كلية على الموسيقى والمؤثرات استطاع فيه شادي أن يقدم الثقافة المعاصرة والتراثية المصرية في حوالي خمسين دقيقة..

واختتمت الأمسية بحوار بفتح الباب للحضور للتعقيب والمناقشة حول الأمسية أبدى فيها بعضاً من الحاضرين آرائهم حول ما طرح.

IMG_0697.JPG
IMG_0708.JPG
IMG_0688.JPG
previous arrow
next arrow
IMG_0697.JPG
IMG_0708.JPG
IMG_0688.JPG
previous arrow
next arrow