نهج البقاء في عمارة الصحراء
اللغة : العربية
تاريخ الاصدار : الطبعة الثانية 2012 ، الطبعة الأولى 1996
متوفر في نسخة مطبوعة
تاريخ الاصدار : الطبعة الثانية 2012 ، الطبعة الأولى 1996
متوفر في نسخة مطبوعة
طــــارق والي
هذا الكتاب ليس في عمارة الصحراء بالمدلول التقني للمصطلح ولكنه رؤى يستشعر بها المؤلف رومانسية الصحراء في ابداعيات الانسان الذى رغب بفطرته أن يكون وأن يبقى .. كتاب في عمارة الصحراء ، لكنه نهج البقاء .. فإنه نهج البقاء في عمارة الصحراء ، بحثا عن واقعية وهروباً إلى خيال .. ولد الانسان ليبقى .. وبقى الإنسان ليموت ، وبين الميلاد والموت هو مستخلف من الخالق في عمارة الأرض مسئوليه تحملها بفطرته .. فطرة وإرادة للمخلوق في حب الخالق ، فطرة وإرادة في البقاء لا الخلود ، فعمارة الأرض من عمارة هذا الكون الواسع ، مبدأ أزلي .. إنها سيمفونية دائمة ومتطورة ، ولكنها ليست فوضوية الأنغام .
من هذا المبدأ يعتقد المؤلف إن حتمية الوجود والبقاء تفرض على الإنسان التحدي والانسجام .. التحدي من أجل الوجود ، والانسجام من أجل البقاء .. فجميع المخلوقات تولد لتموت ولا إرادة لها ، فقد فطرها الله لما خلقت له ، أما الإنسان فهو وحده صاحب العقل والاختيار وإرادة الحياة والبقاء .. بقاء لموروثات متراكمة حملها عن سلفه ليحملها إلى خلفه ، سلسلة متواصلة . وأنتشر الإنسان شعوب وقبائل وجماعات في الأرض اختلفت به وحوله الظروف .. واختلف هو معها وبها ، لتتعارف الأجزاء وتتواحد .. فإن التوحد بين الاختلافات ، ولكن في حدود التكامل والانسجام المتناغم .
من هذا التنوع الإبداعي قامت الحضارات .. وبهذا الاختلاف توارثت الأجيال الثقافات ، وطورتها .. وبهذا بقيت المجتمعات تحيا وتسبّح بحمده سبحانه خالق كل شيء ، وترتل كلماته سبحانه ترتيلاً ينسجم مع كل مخلوقاته ، إنه خروج من فطرة المفعول .. إلى إرادة الفاعل .. إنه عمارة الأرض على نهج البقاء ضمن سيمفونية الكون المطلقة له.. الانسان هو الملحن والعازف والمتلقي .
نقف هنا عند نهج البقاء في عمارة الصحراء .. نقف في هذا الكتاب نسمع ونرى من تلك السيمفونية ثلاث ترانيم معمارية انسجمت مع بعضها ، تباعدت أزمانها واختلفت ظروفها الحضارية ، وتناغمت تردداتها وتشكيلاتها وتكويناتها ، اختلفت ثقافات وحضارات الانسان المبدع لها .. وانسجمت ارادته مع الصحراء في مصر .. ترانيم معمارية اختلفت .. وبقى المكان .. الصحراء حقيقة ومعنى ثابتة وراسخة ..
ترنيمة تأتى من عبق التاريخ ، من القرن الرابع الميلادي لقرية قبطية مصرية عاشت في تحدى للاضطهاد الروماني الديني ، وتحدى للظروف الطبيعية .. لتبقى أكثر من ألف وخمسمائة عام .. عمارة البجوات ..
وترنيمة تأتى من حياة المجتمع عاش بها الانسان واستمر في حياته متطوراً ومطوراً لعمارته إلى اليوم .. عمارة شعبية أبدعها المجتمع بفطرته ملبياً للمتغيرات ومتحديا للفناء .. ليبقى مئات السنين مستمراً .. عمارة الواحات..
وترنيمة تأتى من عقل الانسان المبدع .. المعماري الحديث زمانياً والمعاصر ثقافياً وحضارياً ، الذى أدرك وفهم فأبدع واحترم عقله ومكانه فاكتسب بإرادته أصالته ومعاصرته .. أبدع عمارته منسجماً مع ظروف بيئته واعياً لإمكاناتها ، عمارة أبدعها المعماري المصري "حسن فتحي" وأبدع معه وبعده معماريون .. عمارة المنظومات..
ترانيم معمارية .. يفهمها من أراد البقاء بعمارته على :
نهج البقاء في عمارة الصحراء
يمكنكم اقتناء نسخة من الكتاب من خلال
