![]() |
![]() |
![]() |
زمانيات مصرية العمارة احد رواسم حضارة المجتمع بل هي التعبير المادي لثقافة الشعوب و المجتمعات .. ان ما نفخر به في مصر اليوم من معالم و آثار خلفها لنا تاريخنا من اهرامات و معابد و كنائس و مساجد و بيوت و قصور هي جميعها عمارة لبدعها الاجداد و سجلوا من خلالها حضارة عصهم و كتبوا بها تاريخ الانسان و المجتمع المصري ، و لم يقف عطاء المعماري المصري الى اليوم و حتى في فترات النكسات الحضارية التي قد تعرض لها على مدي رحلته الحضارية الممتدة لسبعة آلاف عام دخلت مصر في نهاية القرن الثامن عشر و بداية التاسع عشر دورة تاريخية جديدة بدأت بالثورة على الانتكاسة الحضارية التي عاشتها مصر في ظل تبعيتها كولاية هامشية نسبيا في دولة الخلافة المركزية ، بدأت دورتها كنتيجة للصدمة الحضارية التي واجهتها من جهة و بداية انهيار الخلافة المركزية من جهة اخري و ميلاد قطب جديد للهيمنة في الغرب يتطلع للسيطرة على الشرق .. عاشت مصر هذا التحول التاريخي داخليا و خارجيا و كانت حركة محمد علي للتطوير و من خلفه من الاسرة العلوية على مدى القرن التاسع عشر هي محاولات للتواصل الحضاري ما بين مصر التاريخ و المكان و بين اوروبا الحضارة و التنوير الحديث ... نجحت احيانا و انتكست اخري ، و كانت النهاية المتاوقعة او النتظرة باعلان سقوظ الخلافة و اعادة رسم خريطة الشرق من خلال رؤية استعمارية غربية لاقطاب القوى العالمية حينئذ انجلترا و فرنسا ، و في المقابل نشأت هنا في مصر قلب الشرق نزعات الحركات الوطنية في كافة المجالات سياسيا و اقتصاديا و فكريا و على كافة المستويات و الاصعدة و منها العمارة كرافد ثقافي للمجتمع ، فمع بداية القرن العشرين كان مصطفى كامل و طلعت حرب و محمد عبده و احمد لطفي السيد و طه حسين .... مع ميلاد القرن الجديد نشأ الجدل الثقافي بين الموروث و المنقول في اطار الصراع بين حركة التحرر الوطني و تطلعاتها و بين حركة التحديث و حتميتها ، و في قلب هذا الحوار و من خلاله ظهر جيل من رواد العمارة المصريين في مطلع القرن العشرين , و توازى الخطين لرسم مسار التغيير الاجتماعي و الثقافي للمجتمع و افرازاته الابداعية و على قمتها العمارة : الاتجاه الاول .. يتجه نحو الذات و تأصيل العمارة من مفهوم تقليدي نقلي احيانا و متطلع الى تطوير الموروذ للوصول الى المعاصرة احيانا اخرى ، بدأ باحياء للعمارة الفرعونية مثل جامعة الاسكندرية او العمارة الاسلامية مثل وزارة الاوقاف و نقابة الاطباء بالقصر العيني و غيرها .. بدأ و لو مرحليا على ايدي العديد من المعماريين الاجانب المستشرقين ، و لكنه انطلق في اتجاهات و حلقات متواترة في تتابع على ايدي رواد العمارة المصريين امثال مصطفى باشا فهمي ، و تعمق هذا الاتجاه لاحقا على ايدي قطبي العمارة التقليدية المصرية رمسيس ويصا واصف و حسن فتحي , و لم يقف عند هؤلاء بل اخذت تتسع حلقاته بعمق احيانا و سطحية هزلية احيانا اخرى حتى اليوم . الاتجاه الثاني .. يتجه نحو تحديث الرؤى المعمارية في اطار تجديد الخطاب الحضاري المعاصر حينئذ و تفاعله مع روافد الحضارة الغربية الاوروبية و ثقافاتها المتعددة ، و كانت لرحلات التنوير الثقافي لجيل الرواد من المعماريين الى اوروبا تأثيره المباشر على العمارة في مصر فب الربع الاول من القرن العشرين فعاد الجميع و كل يحمل رؤيته و تطلعاته لتحديث الحركة المعمارية من خلال ما تعلمه و عاصره و مارسه هناك و كانت ةابداعيات هؤلاء المعماريين هي حجر الزاوية و نقطة التحول للعمارة المعاصرة المصرية بالمفهوم السائد ، فعاد على لبيب جبر و محمد شريف نعمان و محمود رياض و محمد رأفت و محمود الحكيم الذين اكملوا دراستهم في انجلترا و حملوا مشاعل التنوير و التغيير من وجهة نظرهم ، و عاصرهم الاخوين حسن و حسين شافعي و احمد شارمي و احمد صدقي و غيرهم الذين اكملوا دراساتهم بمدرسة الفنون الجميلة بباريس ، و استنفرت الحركة المعمارية و المعماريون العائدون هممهم في دفع مسيرة التطوير و تقليص الفجوة الحضارية مع الحادث لمواكبة تسارع حركة الحضارة بوعي ، و عاشت الحكة المعمارية حتى اواسط القرن العشرين زخم ثقافي مصدره التنوع في روافد الفكر دونما تصارع بل في تجاور يحمل الحد الادنى من التناغم ، و استمرت في تدافعها مع جيل المعماريين العائدين من روافد جديدة للحداثة حملها هناك امثال لوكوربويزيه و نقلها و مصرها رواد امثال سيد كريم العائد من دراسته في سويسرا ليشكل رافدا جديدا متطورا .. و لم تنغلق ابدا مصر و عمارتها على نفسها خاصة في فترات التنامي الثقافي ، و لم تنحصر الحركة المعمارية المصرية على معماريها بل كانت كعادتها دائما منفتحة لها دورها الاقليمي في الشرق ، فعاصر هذه الحركة المعمارية النهضوية و تفاعل معها و تأثر بها و فيها معماريون اجانب منهم المستشرقون و منهم المتمصرون حتى ان كثير من هؤلاء ذابوا في المجتمع المصري و حركته الثقافية امثال انطوان النحاس و البير الزنانيري و ريمون انطونيوس و شارل عيروط و غيرهم . هكذا شهدت مصر على مدى اربعة عقود في الفترة ما بين الحرب العالمية الاولى و نهاية الحرب العالمية الثانية طرح جاد لقضية الهوية الثقافية و الحضارية للعمارة في مصر ، و حققت الحركة المعمارية فورات و ثورات تقدمية احيانا و تأصيلية و تقليدية احيانا اخرى و لكنها جميعا كانت تبحث عن بلورة جديدة لوضع العمارة ضمنرواسم حضارة مجتمع جديد في عالمه الجديد ، و بغض النظر عن التقييم النقدي لتلك المحاولات و ماحققته من نجاحات او اصيبت به من فشل فهي تعبر بصدق عن متطلبات العصر و المجتمع بازدواجيته الفكرية و الاجتماعية بين التقليدية و التحديث .. بين المنقول و المنظور . ما اشبه اليوم بالامس .. |
|
مصطفى فهمى | حسن ومصطفى شافعى | محمد شريف نعمان | ||
![]() |
![]() |
![]() |
||
محمود رياض | ألبير زنانيرى | على لبيب جبر | ||
![]() |
![]() |
![]() |
||
رمسيس ويصا واصف | أبوبكر خيرت | شارل عيروط | ||
![]() |
![]() |
![]() |
||
انطوان سليم نحاس | أحمد شرمي | ماكس ادرعي | ||
![]() |
![]() |
![]() |
||
ريموند انطونيوس | حسن فتحي | نعوم شبيب | ||
![]() |
![]() |
![]() |
||
سيد كريم | توفيق عبد الجواد | فريد شافعي | ||
![]() |
||||
يحيى الزيني |