websiteheader2.jpeg
المدينة والدولة
نظرية في العمران الإسلامي
اللغة : العربية
تاريخ الاصدار : 1996
متوفر في نسخة مطبوعة محدودة ونسخة رقمية
طــــارق والي

يأتي هذا الكتاب ليقدم أبن خلدون وفكره من زاوية جديدة وهي نظريته العمرانية التي طرحها من قرون وبقيت حبيسة ولما خرجت حديثا خرجت ضمن صياغة علم الاجتماع، أما ما يطرحه المؤلف هنا هو قراءة للنظرية ضمن مفاهيم علم العمران كما نفهمه اليوم، وكما قصده ابن خلدون في كتاباته بالمقدمة الشهيرة لكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر. والنظرية العمرانية الخلدونية تبدو متشعبة النواحي والموضوعات ويرجع ذلك إلى طبيعة الموضوع وحال "النظرية" و "العمران" من جهة، وإلى التكوين الفكري لشخصية ابن خلدون الموسوعية من جهة أخرى؛ ويقد المؤلف هنا عدد من الركائز أو القضايا والمفاهيم الأساسية والهامة تشكل في مجموعها صلب النظرية وإطارها العام..

التاريخ خبر عن الاجتماع الإنساني الذي هو العمران البشري..

الإنسان مدني (من مدنية) بالطبع..

العمران البدوي أصل العمران الحضري..

لا يتم العمران ويرقى إلا بوجود الصنائع التي تتمثل في الفلاحة والصناعة والتجارة..

العلم والتعليم أمران أساسيان في العمران ومرتبطان به إيجابا وسلباً..

حسن اختيار المدن والأمصار ضروري لاستدامة العمران..

الملك المنظم ضرورة العمران..

العصبية تؤدي إلى المنعة والغلبة، والعصبية تسمو إلى الرياسة، والرياسة تبعث على التطلع إلى الملك، ومن ثم فإن الملك لا يقوم أصلاً بغير العصبية..

للدولة أعمار كأعمار الأشخاص تبدأ قوية تحت قيادة منشئها، ولا يكاد ينتهي الجيل الثالث حتى تكون قد أشرفت على الزوال، وللعمران في نطاق الدولة مرحلة تألق وازدهار ثم خراب وزوال..

وهكذا كانت نظرية ابن خلدون حول العمران يتجاذبها محوران متوازيان لا غنى لأحدهما عن الآخر، بل لا وجود لأحدهما في غياب الآخر وهما:

المحور الأول ـ الدولة وتطورها وأليتها الاجتماعية العصبية وغايتها الملك..

المحور الثاني ـ التمدين والتطور من البداوة إلى الحضارة وتعبيره المدينة..

ويستخلص المؤلف أن المدينة والدولة صنوان متكاملان يخضعان لنقس القوانين الني نظر لها ابن خلدون وما يرتبط منها بالحركة التطورية الطبيعية وهي ما يسميها بالعوارض الذاتية.

هكذا يعرض الكتاب تلك الومضة الفكرية في العصر الإسلامي الوسيط والتي حملها ابن خلدون مرسياً قواعد علمه الجديد ونظريته المستحدثة حول العمران وإشكاليته التطورية ، وينتهي المؤلف إلى الموازنة بين النظرية كما فجرها السلف وبين إشكالية المعاصرة للعمران كما نعيشها اليوم ويخلص إلى رسم صورة واقعية لحال العلاقة الجدلية بين الدولة ومؤسساتها السياسية الرسمية وبين المؤسسات المدينية (من مدينة) في غياب المشروع الحضاري عند كل من السلفيين بمرجعهم الشرعي الإسلامي وعند التقدميين الليبراليين بمرجعهم القومي العربي ، ويدق ناقوس الخطر حول خطورة الصراع بين المفهومين أو الاتجاهين صراع حول الوصول إلى الدولة المهيمنة مع غياب المشروع الحضاري لها فالتجربة التاريخية قديمها وحديثها أثبتت أن النهاية المحتومة هي هيمنة الدولة العسكرية على المؤسسات المدينية وتسييرها لمصالحها لغياب هذا المشروع الحضاري .. والنتيجة انهيار الدولة وخراب العمران في تتابع محتوم.

طـــارق والى

يونيو 1996

يمكنكم اقتناء نسخة من الكتاب من خلال