مسكن السفير المصري بتونس
إن عمارة مسكن السفير المصري بتونس يغلب عليه تناغمية الجدلية المعبرة عن الفرد ممثل الدولة في مجتمع مغاير .. وتنطلق الفكرة المعمارية هنا من محاولة استقراء الطاقة الكامنة بالموقع المحدد للمسكن ومنها تتشكل الفراغات في حدود الإبداع والخيال ، ومحددات البرامج الانتفاعية ، وفي إطار معطيات البيئة والتعبير عنها في منظومة هندسية تتشكل حول نقطة ميلاد في قلب المكان تتفجر منها التركيبات التشكيلية بالمنظومة الهندسية التي تضبط إيقاعات تشكيل الفراغات وبنائية الكتل ..تمثل تلك المنظومة اللحن الأساسي لعمارة المكان .
تمثل نقطة الميلاد بالمنظومة الهندسية القلب والمدخل إلى أنشطة وفراغات الاستعمالات داخل المسكن وحوله .. تتفاعل عندها وتتوالد الاستعمالات المختلفة وتتقاطع التوجيهات والاتجاهات ، وتمثل مجموع الأنشطة مستويين يحددهما الخصوصية والذاتية : الأول يمثل التواصل لاستقبال الزائرين والضيوف وتضم الصالونات وقاعات الطعام الرئيسية والمكتب الخاص وملحقاتها من متطلبات خدمية وتنفتح هذه الاستعمالات الرئيسية على حديقة خارجية تمتد للتواصل بها الفراغات الداخلية مع الخارج .. والثاني يمثل الذاتية الشخصية والخصوصية الأسرية وتضم غرف النوم والإعاشة والطعام للأسرة بالإضافة إلى الملحقات الخدمية لتلك الأنشطة .. ويتكامل مع هذين المستويين للأنشطة ملحق الخدمة والجراجات والمرافق .
وإذا كانت كتلة وعمارة وتشكيل مفردات المستوى الأول بطبيعته المفتوحة على المكان والمجتمع المحلى بتونس تتطلب التعبير المعماري بمفرداته المعبرة عن هذا الانفتاح ، فإن المستوى الثاني بعمارته وتشكيله يعبر عن التواصل بالموروث المجتمعي للأسرة والمجتمع االمصري لآم .. ويتناغم الاثنين معاً للتعبير عن التوافق الحضاري بين البيئتين الثقافيتين التونسية والمصرية في إطار الانتماء والتاريخ المتوحد . ومن هنا كانت عمارة مسكن سفير مصر في تونس محاولة لإيجاد التوازن والتعادلية بين الموروث المحلى المرتبط بالمكان ( تونس ) ، والمنبع ( مصر ) .. وهو محاولة لتحقيق المعادلة الإبداعية المعمارية في إطارها الجوهري حول التوازن بين الموروث والعصري .
