websiteheader2.jpeg
من مجموعة الدكتور عبد اللطيف جاسم كانو من الفنون الإسلامية
اللغة : العربية والإنجليزية
تاريخ الاصدار : 1994
غير متوفر
طــــارق والي ، عبد اللطيف جاسم كانو ، سمر الجيلاني

لقد بدأ الاهتمام بالفنون الإسلامية في القرنين الأخيرين بمبادرة الرواد المهتمين بتراث وتاريخ الإسلام والمسلمين. والذين أخذوا على عاتقهم مسئولية أعادة اكتشاف هذا الموروث الحضاري الضخم والمحافظة عليه وحمايته من الاندثار، وتكونت بذلك في العالمين الإسلامي وغير الإسلامي مجموعات خاصة للفنون الإسلامية، وكان بعضها منذ منتصف القرن الماضي وإلى اليوم النواة الأساسية لعدد من أهم المتاحف والمؤسسات المعروفة في عصرنا الحاضر بمقتنياتها النادرة والمتميزة في الفنون الإسلامية.

وقد زاد حديثاً الاهتمام بهذا الموروث الحضاري للفنون الإسلامية، ونمت كثير من المجموعات الخاصة ولاسيما في عالمنا العربي في صحوة حضارية نحو إعادة اكتشافات جديدة لتاريخنا الإسلامي في كافة المجالات، وفى مقدمتها ما قدمه السلف من إبداعيات متنوعة في مجال الفنون الإسلامية، ويأتي هذا الاهتمام في مرحلة حرجة من تاريخنا المعاصر. وتعتبر مجموعة الدكتور عبد اللطيف جاسم كانو للفنون الإسلامية واحدة من تلك المجموعات الهامة في منطقة الخليج العربي وفى البحرين، وتكتسب مجموعة كانو تميزها من تلك الشمولية لمختلف نواحي الفنون الإسلامية، وهذا التنوع الذي يدل على ثراء الحضارة الإسلامية والقدرات الغير محدودة للفنان المسلم على الإبداع والتطور المستمر مع اختلاف المكان ومرور الزمان..  

وقد شكلت المخطوطات الإسلامية ، وخاصة المخطوطات القرآنية الكريمة ، البداية الأساسية لمجموعة كانو للفنون الإسلامية ، والانطلاقة الأولى لتلك المجموعة ، وما لبثت أن تنوعت المجموعة خلال مسار نموها واتسعت لتشمل كافة أنماط الفنون على اختلافها وتنوعها من أرجاء العالم الإسلامي منذ العصور الأولى وحتى الفترات الحديثة نسبياً على مدى ألف وأربعمائة سنة ، وهكذا ترسخ مجموعة كانو الإسلامية نسقاً أساسياً في حضارة الإسلام وهو تلك العالمية والشمولية التي تتخطى الحدود الجغرافية والعصور والحقبات التاريخية ، حيث تكتسب الفنون الإسلامية طابعها وتميزها حسب الثقافات المحلية لكل مجتمع وظروفه ومتطلباته الذاتية دون أن تفقد ارتباطها بالإسلام كمعطى حضاري وتاريخي.

وفي هذا الكتاب يعرض المؤلفون لنماذج منتخبة متنوعة من مجموعة كانو للفنون الإسلامية التي تتكون مما يقرب من خمسة آلاف قطعة في مختلف أنماط الفنون الإسلامية ومن عصور مختلفة ومتتابعة، وذلك بهدف إلقاء بعض الضوء على جوانب هامة من فنون وحرف وصناعات المجتمعات الإسلامية معبرة عن اغلب نواحي الحياة الحضارية للإنسان المسلم على مدى أكثر من ألف وأربعمائة عام.